الاثنين، 19 أكتوبر 2009

شرخ في جدار العمر

"شرخ في جدار العمر"

شرخ في جدار العمر فراقك
ذلك العمر الذي أُحْكم بناؤه بوجودك
فكنت أنت لبناته ومواده
وكنت أنت حاضره ومستقبله
وكنت أوقاته بكل ثوانيه ومواعيده

كانت نفسك صفحات لأفراحه
وروحك مدونة لمُرّ أحزانه

كنت شبيه الروح فيه
بحيث لم يعد يعرف
أدماؤه تجري في شراينك أم في شراينه

وبعد حين
وبعد حين وعلى غفلة من زمن
قال إنه سيبقى المشاهِدُ
وأن دوره لن يتعدى دور المراقِبُ

فإذا بالأيام تتوجه بهدية أبدية
"هدية فراقك"
وتَصْدَعُ عمرا كنت أول المدونين بسجلاته
ولا أبالغ إن قلت أنك آخر المدونين بصفحاته

شرخ غريب من نوعه
فكيف لا
وأنا مادته وأوله ونهايته

وحروفي حيارى
لا تدري كيف تدونه وتؤرّخه؟!
كيف تدوّن من كانت الروح له بداية
والنفس مرفأ له وآخر الحكايا؟!
كيف تسجل حزنا يقطر بالآه
ويصرخ واصفا مرّ النهاية؟!

أتحاكي الحروف نفسا وأحزانا؟!
أتساوي ما بالقلب من جبال المرّ والهوانا؟!
مالي أراها عاجزة عن التشكل والتكوّن
وكأنها قد أصيبت بشلل السنين
وكأن صمتها محكم بالأصفاد ولا يلين

حروفي
حروفي ثوري الآن وتكلمي
وازرعي القصائد بكل درب حزين
ألم تعلمي أن الكلام يمحو معنى الأنين
وأن الكلام يزيل صدأ النفس وما بها من حنين؟!



شرخ في جدار العمر بعدك
وذكريات ثكلى تنسج من مأساتها رواية
تقبع خلف ستارة
تختبئ
تطل برأسها بين حين وآخر
لعلها تعود للمقدمة بيوم ما

أتعود؟!
باتت الحيرة تقتل النفس
أتعود؟!

أتعود الذكريات لتمارس دور البطولة
وتفرض سلطانها على النفس؟!

أتعود لتكتب على شغاف قلب
لم يتعلم ببعدك إلا معنى الأنين والحنين
واتساع شرخ في جدار العمر الحزين
.
.
.

هناك تعليق واحد:

ولاء قب يقول...

أليك أكتب يامن أخترعت حروف الحب
ودونتها في مدونة الحب
ووضعتها في بروازا لكي
يراها كل من يحب
أليك أخط حروفي
ياأذكي ماخلق من البشر
أليك أكتب هذه الحروف
اكتبها لكي تدرك أنت كم أنا بك مبهور
فأنت تبتسم حتي وقت الحزن