في هذه اللحظة بالذات قد حكم على الحرف بالإعدام فلن تكون له بعد الآن حياة 

 ما عاد ببئر الدمع دمع ولا عاد بالقلب أنين فالعين ملّت دموعها والقلب عاف تكرار أنينه

  


قالها لي ذات مرة: "علمتني الحياة أن لا أثق إلا بالأموات"
ولكن:
هل نحيا نحن مع الأموات؟!
كلمة للآن يرن صداها بأذني 
"الثقة"
فأين نحن منها؟! 

وجدتها حائرة بدرب الحياة تخاطب الذهول تهوى الجنون تريد رحيلا بين النجوم
أتدرون من هي؟!
هي المحبة التي ملت الخداع والنفاق

نهضت من مكانها لتعد طعامها أشعلت النار تحت قدر الزمان ومدفأة لتمنح الروح هدوءا وسكينة وأطفأت نار الذكريات المشتعلة والتي كانت تقلبها بين الفينة والآخرى على نار هادئة فهي سمعت بلحظة سكون لعقارب الزمان أن النار الهادئة تعد أشهى طبق
اعتادت منذ بداية التكوين جعل ذكرياتها ساخنة لعا بها نضوجا أكيدا
نضج طعامها ومدفأتها منحت غرفتها طيف دفء وعندها سل الزمان يده ليشعل نار ذكرياتها فبها وجوده وحياتها

حروفي اليوم نادت بكل اصرار تلك السعادة التي تنفستها
فكانت لي بكل حركاتها وسكناتها

جلست تتأمل تعمل فكرا تستنطق أياما من بعد ساعات وثوانٍ
جلست والروح تبحث عن مرفأ الأمان والقلب يريد تلك الجرعة من الحنان
جلست وسؤال يحيل العقل لرماد
"إلى متى هذا الجفاء"؟
جلست وأرقام هاتف تنظر إليها
نعم ذلك الرنين في منزله
ولا مجيب للهفة قلبها
جلست ...

سأنسج حروفا تصل لحدود سماء تمطر حبّا على أرض كانت للوفاء عنوان

سعيدة أنا

يومي: 6/6/2012م
ساعتي: بعد الواحدة صباحا
حالتي:
ألم يقف لي بالمرصاد
وانتظار يلوح لي بمفتاح
وتهامسات جمل
"كم سيكون للفرح بنا نصيب؟!"

عطشى هي الحروف غرقى هي الروح


نعم

فأنا أشتاق وجدا

وتستمر حالة اليتم

آلمني الغياب جدا، وأحال كل ما بي إلى رماد

لماذا يا زمان الآه أديت دوما على مسرح حياتي دور البطولات؟

أما مللت مني ومن تكرار المأساة؟

ما عدت أدري ما الذي أصاب الحروف

أبرودة الشتاء جمدت معانيها وحركاتها

أم

ملل عمّ أوصالها؟!

الغياب:

هاتف مغلق ... ورنة قلقة منذ البداية ... ورسالة تقف عند حدود استلام

ذلك هو الغياب !!!